بعيدا عن نوافذ الشاشات وجدران المباني، اخترنا لأبنائنا “رحلة “. هي التجربة الأولى بالنسبة للبعض، والثانية أو الثالثة بالنسبة للبعض الآخر.
لقد كنا نرمي من خلال هذه ” الرحلة/السياحة” في هذا اليوم الجميل، لهذه الفضاءات الجميلة، ترك أثر طيب على الوجوه الصغيرة، وضخ مزيد من الانسجام بينها. وكذلك التقرب من ذلك “الأستاذ/ الإنسان”، الذي رسم له الأطفال لوحة جميلة، بألوان الضحك والمرح، بعيدا عن ضيق القسم.
في البدإ كانت أصيلا.
في الأصل. . لا تحط الرحال إلا في أصيلا. فالرحلة إليها ” رُحلة “. لأنك فقط إذا عرفتها أحببتها.
عشقنا شرب “الشاي الشمالي” على جنبات أبراجها، فشربناه. وسمعنا من حولنا أسوارها تتلوا ترانيم البحرفخضناه، لنرسوا على شاطئ كله أطفال يلعبون، فلعبوا ولعبنا، حتى امتلئت صدورهم متعة وفرحة وأكسيجينا.
المهمة:
لم يدم الحال، ناد أحد الأطفال، انظروا .. انظروا.. هناك.. يال الروعة، سحابة كتب عليها اسم الأميرة “أزايلا “. ابنة الملك زليس والملكة زليل.
انضمت الجموع ووضعت الخطة. وانتشرت الفرق في كل الوجهات.
العملية: اقتحام الأبواب وتحطيم الأسوار وفتح العقول.
الهدف: فك الأسرى وإنقاذ التاريخ . ..هيا، حيا على الفلاح.
علت الفرحة وجوه الأهالي، وأسراب شبابنا تحوم بين الأزقة تكسر سكون البياض. وتغرف من زرقة السماء ألوانا تزين بها الشرفات والأبواب.
انتهت الملحمة وانتصرنا على حراس ” القمرة “. التف الجمع حول مائدة الغداء. وأصبحت الحكاية حكايات، لم تنتهي إلا داخل الحافلة المتجهة إلى مدينة ” تنݣي “.
طنجة ” تنݣي ” /منار بارك.
كم كانت الفرحة بادية على هؤلاء الأطفال، وهم يلجون عالم الألعاب، بألوانه وصخب موسيقاه.
انتفظوا أفرادا وجماعات متجهين نحو ساحات الألعاب. في جو ملئه المتعة والحركة والنشاط. لم يردعهم إلا
صوت الاذان، فأُعلن وقت الرحيل.
لم ينل تعب النهار ولا هدير الحافلة من حماسة الشباب، الذي ظلوا على الحال، تكسر قهقهاتهم ظلمة الليل حتى الساعة الحادية عشرة ليلا، وقت وصولهم المواطنة بسلام.
20/10
إذا كانت خرجة 20/10 قد دامت ليوم واحد في الزمان، فإنها ستمتد أعمق من ذلك في الوجدان.
سيظل الأطفال يتطلعون بشوق كبير للرحلة الموالية. والتي لن تتحقق الا عبر مزيد من الكد والمثابرة داخل القسم.
فشكرا لأبنائنا الصغار والذين لم يكونوا إلا كبارا. وشكرا للطاقم التربوي الرائع. وشكرا للأمهات والآباء وأولياء الأمور، ولكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذا اليوم الجميل.